الحمد لله رب العالمين وبعد انا اتخلقت بحب مصر وبأموت فى تراب مصر
وشباب مصر وبنات مصر وأطفال مصر وجو مصر وشمس مصر ونيل مصر وأهرامات مصر
ورمل وتراب مصر وانا صغير فى الكتاب بتاع القريه كنا بنتعلم الحروف
الهجائيه ونكتبها على لوح بريشه مصنوعه من البوص وكان والدى مغرم بتعليمى
فقابل الشيخ وطلب منه الغاء اللوح واستبداله بكراسه ووافق الشيخ وكنت
الطالب الوحيد الذى يصحب كراسته الى المنزل ليراها والدى ثم كان والدى يعرف
انى احب التعليم فنقلنى الى مدرسه خاصه تعلم القراءه والكتابه والحساب
ومرت الايام وكان المدرس يقارن بينى وبين الزملاء التخان والطوال فيوقفنى
على الكرسى ويجعل التلاميذ تصفق لى وكان والدى يشجعنى على القراءه ويشترى
لى القصص والكتب والمجلات ويصحبنى فى كل تحركاته وعندما دخلت المدرسه
الحكوميه وكانت عباره عن فصل واحد فيه ثلاث سنوات دراسيه(اولى ,وثانيه,
وثالثه) ولما كنت متفوقا ختارنى المدرس لأكون (الالفه) بتاع الفصل وعندما
انتهت دراستى بالقريه وذهبت الى المدينه كان همى كله هو الاحتفاظ بتفوقى
رغم وجود طلبه وتلاميذ كثيره متفوقين وكنا نتنافس مع بعضنا ونشجع بعضنا حتى
انتهت دراستى الابتدائيه ولم يسعدنى الحظ لأكمال تعليمى لظروف أسريه قهريه
فتركت الدراسه واتجهت للعمل فى الحقل لأساعد أسرتى ثم التحقت كعامل زراعى
لأعمل بالمزارع الكبيره حتى تم تجنيدى بالقوات المسلحه ومرت سنوات التجنيد
بسلام وعينت خلال التجنيد بوظيفة معاون خدمه بالارصاد الجويه وايضا ذاكرت
منازل وحصلت على الشهاده الاعداديه ثم تم تعيينى من جديد فى مصنع ((
التليمصر))بالأسماعيليه لمدة ثلاثين سنه بالتمام والكمال حتى خرجت على
المعاش وأحمد الله اننى كنت محبوبا فى جميع مراحل حياتى أحب التفوق والعمل
وأبذل الجهد فوق استطاعتى وهذا لحبى الشديد لبلدى مصر لم تكن لى طلبات ولم
أحلم بأى شيئ لاأستطيع تحقيقه فأحلامى كلها متواضعه وكان فضل الله على
عظيما فالحمد لله والشكر لله فيارب أحفظ لنا مصر فمصرنا أم الدنيا وجنة
الله فى أرضه وتحيا مصر